إرضاء الله ..

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه كلمات لكل من يحب الله ويسعى لإرضائه ..

إن حقيقة الحب أن تسعى لإرضاء حبيبك .... الكثير قد يسمع هذه الكلمات ويقول : كلنا نحب الله تعالى وكلنا نرضيه سبحانه .. ولكن ليس هذا مانقصده .. إن الذي نريده هو :


دعونا نسأل أنفسنا ... هل نحرص دائما على إرضاء الله بكافة الوسائل ؟؟

لو كنت أتمنى شيئا والله سبحانه يحب شيئا آخر فأي كفة هي التي سترجح ؟ إرضاء الله أم هوانا ؟؟


قال الله تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )

وقال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك )

وقال عليه الصلاة والسلام : ( اللهم مارزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب , وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب )

فمدار حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومدار أعماله كلها هو حب الله تعالى .





كيف نرضي الله تعالى ونثبت أن حبه أشد وأعمق من أي شيء ؟؟؟

عندما نسعى لعمل كل مايحبه ..

عنما نترك كل ما يغضبه ..

عنما نبر والدينا ..

عنما نقضي حوائج الناس ونفك كربهم ونأخذ بأيدي بعض ..

عندما نصبر على الأذى في سبيله سبحانه .. نصبر على الواجبات .. نصبر على ترك الشهوات ..

عندما نذكر الله سبحانه ليلا ونهارا .. نذكره مع جميع حركاتنا وسكناتنا ..

قال أحد السلف : " أنا أعلم متى يكون الله راض عني .. قيل له : متى : قال : عندما أقول سبحان الله وبحمده , وسبحان الله العظيم "
أي أنه وفقني لقولهما إذن هو راض عني ...


عندما نرضي الله في كل شيء يحبه الله ويرضى به ..



وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها --- ولم يك فيها منزل لك يعلم

فحيّ على جنات عدن فإنها --- منازلك الأولى وفيها المخيّم

وحيّ على روضاتها وخيالها --- وحيّ على عيش بها ليس يسأم

وحيّ على واد هنالك أفيح --- منابر من نور لمن هو مكرم

منابر من نور هناك وفضة --- ومن خالص العقيان لاتتقصّم

ومن حولها كثبان مسك مقاعد --- لمن دونهم هذا العطاء المفخم

يرون به الرحمن جلّ جلاله --- كرؤية بدر التم لايتوهم

فبيناهم في عيشهم وسرورهم --- وأرزاقهم تجري عليهم وتقسم

إذاهم بنور ساطع قد بدا لهم --- وقد رفعوا أبصارهم فإذا هم

بربهم من فوقهم قائل لهم --- سلام عليكم طبتم ونعمتم

سلام عليكم يسمعون جميعهم --- بآذانهم تسليمه إذ يسلم

يقول: سلوني ما اشتهيتم فكل ما --- تريدون عندي إنني أنا أرحم

فقالوا جميعا : نحن نسألك الرضى --- فأنت الذي تولي الجميل وترحم

فيعطيهم هذا ويشهد جمعهم --- عليه تعالى الله فالله أكرم .


ابن قيم الجوزية .


...............................................

الموضوع مقتبس من كتاب كلام من القلب - عمرو خالد